الراصد: يعتقد الكثيرون أن عولمة التواصل الاجتماعي حقيقة مطلقة .لا يمكن التشكيك فيها .إلا أن الخبراء في هذا المجال لم يفتأوا يؤكدون أن التواصل الاجتماعي هو تواصل مجازي لا يمكن البناء عليه كأصل من الأصول الثابتة ولا الاستناد إليه في بناء مجتمع جديد .بل هو مجرد سراب يختفي باختفاء الأنترنت. الموجودة أصلا على أسس غير ثابتة وغير مضمونة .
لكن رغم هذه الحقيقة نجح هذا التواصل في تكوين مجتمع يمتلك بعض خصائص المجتمع الواقعي .من مشاعر وعواطف وتفاعل وغيرها.
بعبارة أخرى نجح السراب في ملء الفراغ ...
بيد أن هذا لم يكن أكبر خدعة في هذا المضمار يتلقاه المستخدم لهذا الفضاء .
فقد حشدت الشركات المقدمة لهذه الخدمات .حشدت كبار خبراء علم النفس. لأجل السيطرة على المستخدم والمتلقي لهذه الخدمات .
ولم يألوا أولئك الخبراء جهدا في تحقيق الهدف المنشود .فكان مما لعبوا عليه هو المشاعر والعواطف .
فاخترعوا خاصية جمع المتابعين .وكافأوا أصحاب السبق في ذلك .لجعل المستخدم ينطلق كالصاروخ في سباق دائم .تتاح فيه كل الوسائل .ولا عبرة فيه لجوهر ما يقدم للمتلقي. فالمهم فقط جمع المتابعين ولو على حساب العقيدة والدين واللحمة الوطنية .
ومع أن الأغلبية من المستخدمين لهذا الفضاء بات يعلم أنه افتراضي. ومع ذلك انضموا بدون تفكير لهذا السباق .سباق جمع المتابعين.
لينجح هؤلاء التجارة مرة أخرى في بيع الوهم .
وهذه المرة نجحوا في بيع النجاح لكنه نجاح السراب .
وقد أسفرت عن ذلك وأكدته حالة الاختفاءات للمتابعين والتي عمت تقريبا جميع صفحات الفيسبوك .لتعلن بذلك أن الوهم الذي كان يتباهى به بعض السذج (من كثرة المتابعين ) وكأنها دليل على النجاح إنما هو نجاح السراب .وأن الفيسبوك نفسه سراب النجاح .
أبو البخاري القاسم الحجاجي