الراصد: طريفة هي موجات الفيس، كل أسبوع ترمي بنا إحداها في هيستيريا تجديف لولبية، وكلما توهَّمنا الوصول لنقطة انكسارها على شاطئ الفهم أو الوهم، نتفاجأ بنا نلهث على ذروة موجة أخرى من النوع نفسه،.. موجة وجيهة، موجة تافهة، موجة عبثية، المهم أن تظل مياه المتاهة الزرقاء في حركة.
أصبحتُ أميل لتفويتها، أميل للنأي عن فيض أحجيات من متشابهات الكلمات من نوع: «أسجِّلُ استنكاري!»، رغم أن الفعل المستنكر قد لا يرقى لمستوى المُنكر... وأعاف عبارات من نحيلات الكلمات من نوع: «أعلن تضامني مع!»، مع ماذا؟!.. مع شيء مُفتعل قد لا يستدعي التضامن أصلًا، أو جانَبَ صاحبه "الضحية" الصَّواب!،.. ورغم ذلك سيُفرغ عليه الخِلاَّن مخزونا من أزيز المجاملات، لا تُقعدها قاعدة، فالمعيار مائع ومنحاز، وأقرب لحملة تسجيل موقف..
ينبهر العقل بالعلم التطبيقي وحُقَّ له، فقد قفز بالبشرية بشكل مُذهل، وتميل الرُّوحَ للأدب وترقص على مراقيه، حين يمدّ جسور الاتصال بين عقولنا وقلوبنا، ويغذي أحاسيسنا، ولذلك أغلب التكريم عالميا لأهل الأدب والفن وصُنِّاع الجمال اللاّمادي،..
شخصيا من العلميِّين، وأميلُ إليهم .. امْگرجه، وأگلْ حس وأگلْ دَيْگات، وتفكيرهم منطقي.
المحصلة، أنه بعد كلّ جدل-ملهاة على هذا الفضاء تخرج الحقيقة عارية، أنفها معقوف كالمنقار، فلم نحفظ لها من كبريائها ما يستحق السّتر، لغة سجالنا تُصرّ على السقوط متغافلة عن كونها ترسو في القاع منذ زمن.