قتل الأبرياء خزي والسكوت عليه هوان

سبت, 17/09/2022 - 12:47

بنشاب : إن حرمة النفس البشرية مطلقة لا يحدها الزمان والمكان وإنما وحدها أفعال الفرد وما يتهيأ لفعله من فساد أو قتل قد تبرر قتله استباقيا, وإن قتل أبرياء مصلحين على أرض من أرض الله يكدحون قوتعيالهم، تتبين الطائرات بطيار أو بدونه  ما هم فاعلون، قتل للناس جميعا، وإن المنقبين أبرياء لا ظل لريب في ذلك. كيف يمكن أن نسكت عن قتل أبنائنا العزل خوفا أو طمعا في مملكة هذه أفعالها؟ إن قتل الأبرياء خزي والسكوت عليه مذلة. ورد الحكومة والطيف السياسي والثقافي وعامة الموريتانيين لم يكن بحجم البائقة. والحق يقال، إن القوم لولا كدحهم لكان للجائحة على بلدنا وقع آخر.
 
إن كل بلد في العالم مسؤول عن حماية مواطنيه على أرض الله كافة على قدر طاقته، أفلا تستطيعون استدعاء سفير أو إرسال وزير، والله لو قتل مزارع خروف منم يأكل مزرعته، لكان رده من ردكم أكثر وفاء وشجاعة.
حين حمل حرس الحدود الأمريكي بالخيول على المهاجرين العابرين للحدود المكسيكية خجلت الولايات المتحدة من ذلك لأنهم اعتبروه معاملة غير إنسانية، والمغرب يقتل المنقبين الذين يعبرون حدودنا الشمالية قتل الأرانب، ليس هذا تطورا تكنولوجيا -فلا شك أن الولايات المتحدة تملك أحسن الطائرات بطيار أو بدونه- بل انهيار أخلاقي. من المحزن ألا يجد الأشقاء المغاربة مفاخر يفخرون بها غير هذه الأفعال!.
 
يبدو أن موريتانيا قبلت للمغرب أن حد من عبر حدودنا الشمالية القتل، أي شرع شريعتكم! يجب أن نمد للمغرب يدا مبسوطة بالإخاء وذراعا صلبة للمغالبة، وعليهم أن يختاروا. لا يمكن أن نقبل استمرار الاستفزاز –ثلاث عمليات استفزازية في أقل من شهر، تهديد لگويرة، والريسونيات، وبائقة قتل المنقبين- هذه الوضعية لا يمكن أن تستمر. ما الذي يحدث في المغرب، لماذا يوزع الأذى على جيرانه ؟ حتى تونس البعيدة، لم تسلم من كيره، يريد أن يثبت أنه بلد عظيم، أي بلد عظيم هذا الذي لا يأمن جيرانه بوائقه؟ يريد أن يشعلها حربا في المنطقة، ما الفائدة من ذلك؟ وهل يضمن أن يكون رابحا وأي ربح يرتجى من قبل الأشقاء والأهل!
 
الشعب الحساني الذي اكتست الصحراء صفرتها تخضيبا بدماء غزاته، ترتعد الفرائص لسماع أسماء بعض قبائله، هابته القوى الاستعمارية حتى دفعت لبعض أمرائه شراء للعافية، وكان فضاءه الفسيح آخر أرض تطمع في احتلالها، أصبح أبناؤه اليوم يقتلون قتل الأرانب شمالا وقتل الخراف جنوبا! ارتضيناالسلم وحسن الجيرة دينا -ونعم الاختيار- حتى حسب الجيران ذلك خورا، علينا أن نعيد تقييم هذه السياسة حتى يفهم الجيران أن الحرب إن فرضت علينا صبرنا عليها صبرنا على العافية! وأن لدينا أوراقا يمكن أن نستخدمها قبل ذلك وقد حان وقت استخدامها.
 
اللهم إن هؤلاء عبادك، يعبدونك سنام العبادة، الكدح للأبناء والحريم والأقارب والوطن، قتلتهم بشاعة الأشقاء وخذلهم الأهل، اللهم هذه حدود سلطاني شراء لمعذرة، ولا حدود لسطانك عزيز مقتدر، اللهم فانتصر.  
 
د. م. شماد ولد مليل نافع