الراصد: لا أجيدُ الإلتفات إلى الوراء، ولا أُحبذ البكاء على الحليب المسكوب فما رميته ورائي لن أتذكره بتاتاً.
بداخلي قوةٌ منحها الله لي سبحانه وتعالى في تجاوز كل ما يُؤذيني ودفن كل ما يُعرقل مبادئي
فلا أُحبذ المنافسة في نيلي لمشاعر معينة
فأنا لا أخوض معارك لا تسمو لمكانتي، ولا أتنازل لمشاعرٍ مقسمة بين قلبين أو أكثر
ولا أحترم تلك المساومات على تلك المشاعر الناقصة، ولا أراه نصراً في ميولها لي فترات مؤقتة.
أنا أنثى متفردة تُمجدُ التفرد بكل معاني الوجود، ولا أحتاج لقوة شخصٍ ما فالله يكفيني ، وإن شعرت بالسقوط يوماً فبعد الله أمدُ يدي الآخرى لأُسند نفسي.
تصالحت مع نفسي فأصبحنا نسير على خطٍ مستقيم واحد، فلا أحتار معها ولا هي تُعاندني في اختياري.
عودتها على الوضوح وأن لا أعترف غير بلونين إما أبيض أو أسود وغيرهما لا ارتضى التعامل معه.
أمقت ذاك التصنع الذي يجعلني خائفة وأترقب انكشاف حقيقتي وسقوط أقنعة أُواري خلفها ما أخشاه في نهار حياتي وعند مواجهتي مع نفسي وقبلها خوفي من وقوفي بين يدي الله عز وجل يوم لا ينفع إلا من أتى الله بقلبٍ سليم
لستُ مثالية ولا أدعي تلك الصفة
لكنني أحاول التعامل بإنسانية تجعلني صادقة التصالح مع نفسي.
إن أحببتُ شيء حافظت عليه وجعلت من نفسي سياجاً لحمايته وأشركته في تفاصيل حياتي، وإن كرهت وكان بسبب ردة فعل عدم حفظ نعمة حبي له فكراهيتي لا اختيار فيها لأن دفن وكتابة نهاية تلك القصة هي الخيار، الأول والأخير لدي.
كرامتي هي عنوان وجودي فحيثُ تُصان أكون لك بحالة امتنان وحيثُ تُهان فقد جنيتَ على نفسك وأعلنت الحرب على امرأة تموت بداخلها كل معاني الحياة للدفاع عن كرامتها وحسب !
فالحذر كل الحذر من الإقتراب ممن يُقدسون أنفسهم ويعرفون حدودها مع الله ومع خلقه والحذر من العبث بصدقهم وعفويتهم فالنهاية ستكون مؤلمة بجبروت الله ودعاء هذه النفس التي لا تُجيد لعبة الخيارات المتعددة وإعطاء الفرص الضائعة لمن لا يستحق…!!
المصدر : الكاتبة