الراصد: قالت السلطات المحلية في بلدة تالاتاي (شمالي مالي) إن عشرات المدنيين قتلوا في هجوم مسلح لتنظيم الدولة الإسلامية واشتباكات بين عناصر التنظيم وجماعات مسلحة، من بينها جماعات معادية له.
وتشهد تالاتاي (نحو 150 كيلومترا من مدينة غاو) غالبا معارك بين تنظيمات وفصائل مختلفة منذ بدء تمرد قاده انفصاليون ومسلحون في شمال البلاد عام 2012، وذلك لموقعها عند تلاقي مناطق نفوذ مجموعات مسلحة مختلفة.
وقال مسؤول محلي لوكالة الصحافة الفرنسية (رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية) إن "أكثر من 45 مدنيا قتلوا حين سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة" الثلاثاء الماضي، مضيفا "أحرقوا منازل والسوق وأماكن أخرى"، و"ما يقلقنا فعلا هو الوضع الإنساني؛ فالسكان متروكون لمصيرهم".
من جهته، قال قيادي في حركة تحرير أزواد (إحدى المجموعات المسلحة الضالعة في المعارك) "هناك أكثر من 30 قتيلا مدنيا في تالاتاي؛ فقد أحرق عناصر تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى السوق وعددا من المساكن. هناك العديد من النازحين المدنيين أيضا".
وأوضح عنصر في الفرق الإنسانية ينشط في المنطقة (طالبا عدم ذكر اسمه) أن "الوضع على الأرض في غاية الصعوبة حسب الشهود. المعارك بين مختلف المجموعات الجهادية تسببت في مقتل عشرات المدنيين، ومات بعد ذلك جرحى لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية".
وتختلف حصيلة الضحايا حسب المصادر، وتبقى الأعداد تقريبية نظرا لصعوبة الوصول إلى المنطقة النائية، والحصول على المعلومات.
يشار إلى أن مالي اتهمت فرنسا بانتهاك سيادتها ودعم جماعات "جهادية" والتجسس عليها وطالبت مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع طارئ لوضع حد لما قالت إنها "أعمال عدوانية ضدها".
وفي 15 أغسطس/آب الماضي، غادر آخر جندي فرنسي مالي بعد 9 سنوات من التدخل لمحاربة التنظيمات المسلحة، وذلك بعد طلب السلطات المالية من فرنسا سحب قواتها من هناك، وابتعد المجلس العسكري الحاكم في مالي منذ انقلاب أغسطس/آب 2020 عن فرنسا وحلفائها وتوجه نحو روسيا.
المصدر : الجزيرة + الفرنسية