الراصد: باعتبارها أحدى أكبر مقاطعات البلاد لاحتوائها على أكثر من تسعين ألف نسمة موزعة على ثمان بلديات (باركيول -الغبرة-لعويسي -لبحير- كلير-دغفك -أرظيظيع -بولحثراث) كما تزخر المقاطعة بمقدرات تنموية هائلة إلا أن نصيب المقاطعة منذ تأسيس الدولة حتى الآن كان التجاهل والنسيان مقارنة مع نظيراتها من المقاطعات الأخرى، رغم إنجاب باركيول للعديد من الأطر والكوادر أصحاب الكفاءات العالية المشهود لهم بالنزاهة والقوامة والمساهمات الجمة في تطوير صروح وطنية ودولية مثل الدكتور المختار ولد حندة والدكتورة تربة بنت عمار والدكتور الشاعر القاضي محمد عينين والشاعر وروائي الشيخ النوح والدكتور أدو ولد ببانة... إلخ
في ظل أنتهاج ساكنة المقاطعة منذ فجر الاستقلال النهج السلم والولاء المنقطع النظير للوطن والذود عن حماه ومصالحه رغم ذلك لم ترفع المقاطعة رأسها من الركوع في الفقر والجهل والتخلف مع أنجارارها المستميت خلف الأنظمة المتعاقبة حاصدة مرتبة ذيل الكلب في الأحزاب السياسية التي حكمت البلاد والأنظمة العسكرية المترادفة كانت المقاطعة ذيلية في المناصب السياسية والتعيينات الحكومية وإدارة قيادة السيفنة....!
إن هذه الوضعية التي مر عليها ستة عقود من التنكيف والتجاهل المطلق من طرف حكام موريتانيا القدماء ولا يزال ساري المفعول رغم مرور ثلاثة أحوال على وصول غزواني للسلطة ألم يئن لنا أن نتساءل لماذا نحن خارج الدائرة والمشاركة في صنع القرار ؟.
لست مؤمنا بسياسة جلد الذات حتى تبيان العظم ولا منحازا للطرح القائل أن هناك مؤامرة ومع ذلك فالأمر يحتاج للوقوف والتساؤل بل يتعدى ذلك إلى رفض استمرارية لعنة التجاهل والتغييب المقصود، من هنا أدعو الساكنة وقواها الحية من فاعلين في جميع الكيانات السياسية والحقوقية والثقافية والاقتصادية وأهل المهجر وكل باركيولي في الشتات لرفض سياسة الخنوع الأنصهار في أنظمة تمنعنا ما أضحى من الحقوق الثابتة لغيرنا وعليه نحن أمام خيارين لا ثالث لهما إما المشاركة الحقة في إدارة وتمثيل بلادنا أو التطليق الذي لا رجعة فيه للأنظمة السياسية التي ترانا مجرد بقرة حلوب تدر في مواسم وترعى في مواسم أخرى.
يتواصل
محمد فاضل دمب