الراصد : إن تشكل الوعي الكافي للاتفاق على الغايات الأساسية من إقامة ديمقراطية على أساس الإحترام و التنوع و الانسجام و فرض ثقافة ذات بعد و منبع واحد يعزز الهوية الوطنية و التراث الأصيل ، المحدد الأساسي للكل في قالب واحد و تبني طرح يميل الي إلغاء النظام الطبقي المهيمن المقيت ، و إعتماد دراسات تحليلية من آجل فهم و تعزيز الترابط بين مكونات هذا المجتمع و تحقيق الحرية التي لا تكون إلا بتحقيق العدالة بمفهومها الواسع ، و القضاء على التبعية من خلال ردم الهوة بيننا و المحيط ( دول الجوار ) من خلال خلق نظام خاص دون التبعية الملازمة لتخلف و محاربة الطبقية من خلال ردم الهوة بين الأغنياء و الفقراء ، إن كسر و إقتحام هذه الدائرة يصعب دون الكفاح في ضوء إستراتجية بعيدة المدى تعتمد التمدرس الهادف ، خيارا لا مناص منه لحلحلة هذه المعضلة . إن عدم الأخذ بهذه الأبعاد يجعل من عملية التحول نحو الأفضل أمر مستحيل . بل يحقق كما يقول الرئيس بيرام الداه اعبيد ( مصلحة النظام و مؤسساته الثقافية المعادية لكل تحول نحو الإنسانية و السعادة و القدرة على تحقيق المطالب و الغايات الأساسية الكبرى التي يرجون تحقيقها ) . إن النظام و أجهزته تعتمد ثقافة العدائية بين مكونات المجتمع بل و أخطر من ذلك عبر تجنيد أهل الكلمة و فتح الباب أمامهم لتمزيق و حدة الطبقة الواحدة بدعوى ضرورة مواجهة التاريخ و محاربة ما يدعون الهروب من الهوية . إن مثل هذه الأفكار المعادية لنمو و التقدم يحول المجتمع الي كائن يعيش حالة إغتراب عن حالته . عاجز عن فهم ما يجري في محيطه بل مسحوق تحت ثقل الحاجة . فيكون نشاطه و إهتمامه هو حديث يقال أن و مرجع الحقيقة هو هذه التفاهات التي تسود المواقع و الصحف .
إن الفكر الإيروي التقدمي يعتبر هذا الخط و من يروج له ثورة مضادة للوعي و للمطالبة بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية . إن الإتفاق حول إستراتيجية التغيير و إمكانية إتخاذ القرار و المبادرة كما يقول الرئيس بيرام الداه اعبيد لكفيلة بتغيير الظروف الضرورية لنجاح أي مخطط وطني ناجح و قويم . إننا ندرك و بعمق بأن أصحاب النظريات المضادة لا يتفقون معنا على تحديد الغايات الضرورية المفروض أنها تتعالى على الجميع ، و لو فعلوا ذلك لأضطروا إلى الاعتراف بحزب الرك السياسي و منظمة إيرا الحقوقية لما في منهجهم من تغيير جذري .
إيمانا منا نحن الإيراويين أن حالة التخلف هي في الأساس حالة فشل النظام و مؤسساته و بنياته الإجتماعية و الإقتصادية، لأن عقليته تنبثق من واقع محدد تنتقل من جيل الي جيل بفعل قواه الخاصة .
لذلك نقول أن التغيير لن يحصل إلا من خلال تغيير النظام و البنى الفكرية الرجعية و من يروج لها من أصحاب التفرقة و التجزئة و التشبث بالكراسي التي ينتجها النظام و أعوانه . إن الطرح الإيروي يعتبر ثورة مصيرية ، لكي نتجاوز التخلف و تحقيق العدالة و الحرية و المساهمة في إثرا السلوك المنهجي الإنساني ، و لكن أصحاب الامتيازات لن يستسلموا بدافع "المصلحة العامة الوهمية" و التي تسيطرعلى سلوكياتهم. و لن نتمكن من تحقيق أهدافنا و تغيير أوضاعنا إلا من خلال الوعي و التنظيم و التواصل من أجل البلاد .
الوطن فوق الرؤوس و داخل العيون .
موريتانيا تسع الجميع و هي تستغيث أبنائها .
مكي ولد عبدالل عضو و ناشط في حركة إيرا الحقوقية
أنواذيب بتاريخ 04\08\2022