خبر و تعليق....

الراصد : الخبر : " مقتل موريتاني لرفضه التخلي عن اعتناق الدين الإسلامي " !!!

التعليق : الطريقة التي تمت بها صياغة هذا الخبر غريبة عندي :
والغريب عندي في صياغة الخبر تناقضه الكبير مع واقع ومكانة المسلمين وأعدادهم في بلجيكا.
فبالاضافة إلى أن المسلمين يمثلون نسبة كبيرة من عدد السكان ببلجيكا التي هاجروا إليها مع بداية خمسينيات القرن الماضي ( مغاربة وأتراك ) لحاجة البلد لهم في عملية إعادة الإعمار بعد الحرب وللعمل في مناجم الفحم الحجري بعد مشكل حصل بين المملكة وإيطاليا التي كانت توفر اليد العاملة لتلك المناجم، بالاضافة للحاجة الماسة التي شهدتها مصانع الصلب خاصة والشركات عامة .
أنشأ ملك بلجيكا الراحل بودوين مجلسا تنفيذيا أعلى للمسلمين ببلجيكا EMB وتم بناء جامع كبير في قلب العاصمة مول من طرف الملك فيصل رحمه الله، وبلجيكا تكاد تكون الدولة العلمانية الوحيدة التي بميزانيتها السنوية مخصصات للمساجد ( أكثر من 4 مليون أورو ) تدفع سنويا للمجلس الآنف الذكر ويتولى بها دفع مرتبات أئمة المساجد المعترف بها ( أكثر من 400 مسجد ) وتكاليف خدماتها وصيانتها، كون علمانيتها " محايدة " وكنت قد شرحت هذه الجزئية في مقال قبل فترة عن العلمانية كمجموعة قوانين تختلف من بلد لآخر. 
لا يعاني المسلمون في بلجيكا أي نوع من المضايقات في دينهم وأعيادهم الدينية معترف بها يحق لهم أخذ أيامها عطلا من العمل، ويتقلد الكثير منهم مناصب سامية ونجدهم في البرلمانات الجهوية وفي البرلمان الفدرالي، وتناوبت عدة مسلمات على رئاسة حزب الخضر ثالث أكبر حزب في المشهد السياسي. 
أخيرا....
وزيرة خارجية بلجيكا حاليا هي السيدة حاجه لحبيب مسلمة من أصول جزائرية، عملت مقدمة لنشرة الأخبار الرئيسية ( السابعة والنصف مساء ) على القناة الرسمية العمومية RTBF لسنوات طويلة، لكنها اختلفت عن مقدمات نشرات الأخبار ( المسلمات ) على قناة جهة الوالون الرسمية RTL بأنها كانت نشطة سياسيا إلى جانب عملها، وهي اليوم تتولى إحدى أهم الحقائب الوزارية بالمملكة. 

رحم الله هذا الشاب وغفر له ، ولكن يمكن قتل شخص ببلجيكا لأي سبب سوى لكونه مسلما.
* أعيش ببلجيكا منذ 20 سنة وأحمل جنسيتها منذ 15 سنة تقريبا، وقطنت عدة مدن فيها، .... وأعرفها حق المعرفة ( مجتمعيا، سياسيا ، .... ) .

hacen abbe