صناعة الرعب !

أحد, 10/07/2022 - 17:26

الحاكم الفاسد نتيجة للبطانة المنتفعة الفاسدة حوله، والبطانة الفاسدة نتيجة للشعب المغلوب على أمره، وهذا ليس عذرا لجهل شعب مثلنا ,وجهل شعبنا مسؤولية مثقفينا السّاكتين على الظلم ..هناك من يلاحق الأنفاس وهناك من يلاحق الطلبة في الكليات وهناك من يلاحق المواقع الالكترونية والصفحات الفيسبوكية وما يودُ اصحابها ان يكتبوا..

ميزانية الدولة التي يُفترض أن تذهب في واقع اقتصادي متين وفي إقامة نهضة متضردة متنامية ، صرفت كل هذه المليارات على الأجهزة الأمنية ورجال السياسة الفاسدين حتى تتمكن هذه الأجهزة من تمكين عنصر الرعب في قلب المواطن وحتى يواصل رجال السياسة التضليل والكذب على الشعب ..
"ويلد ويرنت" في كتابه قصة الحضارة يقول: " إن الخوف يمنع من قيّام الحضارة "
بمعنى أن الشعب إذا خاف لا يمكن أن ينجز حضارة ، في واقعنا أصبح المواطن يخاف على حياته والمدون يخاف على حريّته، لقد أوجدوا جوًا مشحونًا من المراقبة والمتابعة اللصيقة ، أستحدثت مكاتب خاصة للتجسس على المواطنين وجُند انصاف الصحافة والمنافقين للتجسس والإقاع بكل من يناقش الشأن العام...

 في نهاية الحدود الموريتانية الشرقية وتحديدا مدينة (النعمة)  مواطن موريتاني إستاء من الأوضاع المعيشية الكارثية التي تعيشها البلاد فكتب على صفحته في الفيس بوك؛  " أن حكم العسكر الحالي أصبح دمارًا ويتطلب تدخل الأحذية الخشنة" ماذا كان مصيره؟ جاءت الأجهزة الأمنية وقبضت عليه و أودعته السجن، في أزويرات مجموعة من الشباب رفعوا شعارات مطالبين برفع ضرر النفايات السّامة عن مدينتهم، التي تسببت فيها شركات التعدين السارقة ، جاءت الأجهزة الأمنية وكسّرت أضلعهم وسحلتهم وسجنتهم وبال عليهم عناصر الشرَطة، في "تفيريت" مواطنون طالبوا السلطات و الرأي العام بالتدخل لمنع كب النفايات السًامة على رؤسهم" جاءت الأجهزة الأمنية ونكلّت بهم وضربتهم حتى فقدوا الوعي! في مقاطعة الركيز مجموعة من الشباب طالبوا بإصلاحات إقتصادية وتوفير الخدمات الأساسية جاءت الشرطة و إقتادتهم للسجون و أصدرت بحقهم عقوبات قاسية، في أنواذيب أحميد عبد الله مدون إنتقد الحكومة قاموا باحتجازه ثم فبركوا له قصة وسجنوه , هذا الأسبوع شاب في مقاطعة الرياض تحدث عن "المشوي" على صفحته في الفيس بوك خطفته الأجهزة الأمنية ولازالت والدته تبحث عنه والقائمة طويلة و طويلة, سلسلة من علمليات الاختطاف والضرب ونشر الرّعب في صفوف الشباب لا مثيل لها..

لقد أصبحت الحكومة تصادر حتى التقنية الحديثة ، حكومتنا لا تعرف إلا العصى لأنها من العصى والعصيان، كلما أراد المواطن أن يصرخ ويتوجع، تقول له الحكومة أسكت مادام الرئيس والوزراء والجنرالات بخير فالوطن بخير، مادمت هذه الزّمرة تلمك عشرات السيارات الفارهة والمنازل فالوطن بخير،، مادام الجنرالات لديهم عشيقات فالوطن بخير!!

هذه الحكومة التي تريد أن تجعلنا مثل"برلمان الدجاج" الذي حُقن بحقنة نعم، والله لن يحدث ذالك، لكن الشعب إذا قام والله سيأتي على الأخضر واليابس ، هذه الأزمات المتراكمة تولد الثورات، هذه السّجون والمنافي تولدُ ابطالا  ، هذه الآلام التي تصرخ كل يوم ستتحول إلى صواعق تضرب هذا الفساد.
وفي التاريخ قصص وعبر لقادة طُغاة وجبابرة قتلتهم الشعوب والذي لم يقتله الشعب قتله النهر والنّيل شاهد واسألوا فرعون مصر!!.

مرام ريم