الراصد : المعاناة تتطلب البحث عن حلول ملموسة لتضميد الجراح النازفة و تطيب الخواطر المكسورة ورفع تحدي الخوف والتلاشي ؛ وكبح جماح العصابة المفسدة والرهط الفاسد وقد اتخذ من معالم الجمهورية معاول تدمير لكل مكسب تحقق وترويج كل ممارسة نشاز .
ومن الغريب ان النخبة المتحكمة تستمر في تأكيد خروجها عن المألوف و تعطي الانطباع السيئ عن تردي مساهمتها في استفرادها بتسيير شأن الشعب ، فلا تكاد تخبو فضيحة حتى تطفو فضيحة اخرى اشد شناعة واكثر تشويها للنخبة السياسية والادارية التي تتربع على هرم التسيير والتمثيل السياسي ،وهذه الظاهرة الغريبة والمرعبة والحقيرة تتطلب وقفة جدية وقرارا سياديا حاسما وقاطع ومتابع حتى لا نكون ممن لا يتناهون عن منكر فعلوه وحتى لا يظن الشياطين انهم اصحاب الحق فدرجة قياس ارتباط النخبة بماضيها وبمرجعيتها الدينية والثقافية تزداد ترهلا و الصورة المعبر عنها حاضرا هي في حد ذاتها مسمار يدق في نعش الجمهورية المحتضرة بين قوم يصدقون كذبهم ويكذبون صدقهم .
مظاهر الضعف تلمسها في كل تسريب يتحامل صاحبه على احد اعضاء فريقه مكونة او شخصية عادية ، كما تلمسه في التستر عليه من خلال تأجير المدونين و بيادق الاعلامين ومرتزقته لفبركة جهد توهمه صاحبه والوهم لن يكون واقعا وسيظل سراب بقيعة لن ينجد صاحبه وقت العطش القريب حسب اتجاه النخبة الهاربة الى المجهول والزاد مجرد كسب حرام من مال شعب فقير في وطن عسير تراكمت على صفحات يومياته الحزينة ممارسات اجيال انحصرت مشاركتها في تأسيس ملكيات فردية مترفة من مال وجاه وسمعة الوطن وعلى حساب الشعب ووحدته ومساواته وعدله وإيخائه ، وهي ثروات يجب ان يطالها التحقيق واظن ان وقت الكشف عن ارشيف الجمهورية الاسود والابيض والملون قد حان ، وعلى جميع المشتبه بهم ان يستعدوا للإجابة و اعادة ما نهب الى خزينة الدولة حتى ترتاح ارواح السلف ويطمئن الخلف ويؤمن بشعار الجمهورية ويحترم الجميع القانون والنظام وحتى يتمكن ضحايا الظلم والإقصاء والتهميش من دخول مضمار التنافس كشركاء لا كجزء من ثروة وطن المفازة والنتانة والاحتكار .
من الظلم ان تظل مجموعة قليلة تتلاعب بمشاعر الاغلبية الصامتة الصابرة فتعدد الازمات و افلات اللصوص وحمايتهم وتضاءل مؤشر الآمال وتعمد التلاعب بالمشاعر اسفين اشتعلت اطرافه واشتدت به الريح و نفخ في اسس المشروع الجامع المولود يتشوهات متعددة ولن يستمر التبرير والتستر خلف ملفات شكلت مصدر استنزاف لمقدرات وهيبة و كبرياء الجمهورية وعرّت نخبتها
حينما لا توفر النخبة رقعة آمنة مطمئنة تزدحم فيها نوايا اصحاب الآمال العريضة في وطن متعب فسيكون كل نتاجها شجنة سالبة وزبد يذهب جفاء ولكم في واقع الجمهورية ونظامها الديمقراطي وسلطها اقرب شاهد فظاهرة الضعف زادتها الجائحة وقوت تأثيرها الاخفاقات المهيمنة على كل مناحي الاداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي مما لم يعد اصحاب مسئولياته الاولى يكتمونه و هو ما قد يدعوا لاستقالات جماعية كما انه سيؤدي حتما في المستقبل الى محاكمات جماعية والا فسيتم عزلنا عن العالم حتى لا نفشي فيه عاداتنا السيئة والمفزعة والمشوهة للجنس البشري عموما .