الراصد: السر في تقدم بلدان، وتخلف أخرى، هو السرعة في تنفيذ المشاريع، وتطبيق القرارات، فكلما كان تنفيذ البرامج أسرع، كلما تقدم النمو وازدهرت البلدان، وكلما تأخرت البرامج، كلما ازدادت المصاعب، والمصائب، وتعاظمت...
الصومال تشهد نهضة غير مسبوقة، ورئيسها المنتهية ولايته، خرج بلا منزل ،تصوروا، هذه المعادلة، رد له الشعب الجميل، نظرا لماحققه لهم من نماء رغم الصراعات الداخلية، فاشتروا له منزلاً، تصوروا المعادلة الثانية، أكثر غرابة من المعادلة الأولى !!!
لنذكركم بالمعادلات الإصلاح والإنصاف في الصومال:
1- رئيس من دول العالم العاشر، ولا أقول الثالث، إفريقي ،من القرن الإفريقي، حيث باضت الصراعات والفتن، وفرخت،يخرج من الرئاسة صفر اليدين، بلا سكن!!!!
2- المعادلة الثانية، معادلة " الإنصاف " ،انصاف الشعب الصومالي، للرئيس الصومالي الذي أنصف الشعب، عن طريق وضع الرجل المناسب في المكان، و ما عجز عنه الصوماليون، استعان بالخبراء الأجانب، عاقب المخالفين، و كافأَ المتميزين...
أما نحن، فنحمد الله، أننا لم نتصومل، ولم نتأفغن وبعيداعن صيغ الكثرة، ولم نعد كالحالةاللبنانية، ولا الحالةالعراقية، ولا الوضع في مالي وبوركينا فاسو والنيجر....ودون لف ودران على الواقع، نحن كتب العجز ،والخمول على نواصينا، لأننا لم نستثمر الدعامات التي حظينا بها من خيرات، واستقرار...لذا سنبقى نعاني أكثر، بالريتم القديم، وتلك هي الكارثة التي لا يعلم أحد، مدى ماتخفيه من مخاطر على بلد كان قبل الثالث من اجويي سنة 2022، ، يفتقر الى الإنصاف ...
الإنصاف ليس شعارا، كالشعارات الماضوية، الإنصاف عملية ديناميكية كثيرة المعطى، ومكتملة البناء...
كل عوامل التقدم متوفرة وهذه نعمة من الله:
وحدة الديانة، وحدة المذهب، قلة الساكنة، كثرة الثروات...
فيم تكمن إشكالية..الإنصاف؟
تكمن إشكالية " الإنصاف " أن للإنصاف، أدواته، وطرقه، وأساليبه، التي نهضت بها دول العالم التي لم تعد تحتفل ببناء مدرسة، ولا بحفر بئر ارتوازية، ولا بنقطة صحية، و لا بقدوم باخرة من الخضروات...
ويكمن الإنصاف في ابعاد كل إداري وضع الإنصاف وراء ظهره، فاختار نفسه، ورمى المبادئ والمثل الإنسانية العليا عرض الحائط، فالكيانات التي أنصفت شعوبها، أصبحت لكل الناس، أفكارها تدرس في جامعات الكون، ومعاهده، ليكوان يو، لما أنصف الشعب السنغافوري، أتت نظرية الإنصاف أكلها في غضون سبع سنوات فقط، فغابت الفوارق الإجتماعية، والطبقية، وذابت الإثنيات، وأصبح دخل الفرد في سنغفورة أكبر من دخل الفرد في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا...
في العهدة الثانية من الإنصاف، اجمع البرلمان السنغافوري على منح ليكوان يو، رئاسة الدولة مدى الحياة، لأن حقل الإنصاف، أنبت الزرع والضرع، ولم يعد هناك من متغوط، ولا سائل عن خرقة يستر بها جسد، ولا حافي قدمين يسأل عن نعل، ف...تمنطق " الإنصاف " بالإنصاف، قائلاً : لا، أخشى أن يأتي من بعدي شخصا غير منصف، ف...يردكم الى مرحلة ماقبل الإنصاف: الفساد، والغبن، والإقطاع، والجريمة المنظمة...
تلك أمة لا تدين، بدين، وثنية، لكن، منظومتها، أخذت طريق الإنصاف الحقيقي، ف...شتان بين الإنصافين، انصاف لتكريس الحكم الفردي، كما هو حال دعاة المأمورية الثالثة، و انصاف يعزز الحكم الجماهيري...
الآن، وبعد أن بلغ السيل الزبى، فإن الصور لاتبني الأبراج، والحشود لا تقيم المصانع، والمبادرات لم تحقق الإكتفاء الذاتي، والتدوير لم يقض على الفساد، و الكرنفالات لم تقلص الديون، والعناوين البراقة، للمهرجانات، والمسيرات المؤيدة، لم تبني مدنا ذكية،و الصولات والجولات في آخر موضات السيارات لم تشيد جسورا، ولم تطلق أقمارا صناعية، ولم تقم شبكات صرف صحي، ولم تزد من قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار، فمن الإنصاف، البدائل، فالتكرار عند علماء التربية، ممل، ويدل على الفقر وضمور الملكات، لن، ولم، يحدث الإنصاف، بنفس السيناريو القديم، ولعل مؤشرات السعادة والخدمات الأساسية في آخر استطلاعات السنة الماضية الصادرة عن المنظمات والهيئات الدولية تكفي.
مازال هناك أملاً، إلا أن هذا الأمل، يتقلص شيئًا فشيئا، بالبرودة في محاربة الفساد، والتباطؤ في تنفيذ المشاريع، ولو أن السرعة التي شيد بها جدار المسجد العتيق، سلكها أصحاب الحفنات الكبرى من المقاولين، لأرتفع مؤشر الأمل أكثر،وقل القلق، وبالتالي فإن الإنصاف، يسأل عن فريق يريده الرئيس لتنفيذ برنامجه الإنتخابي الواعد، وليس بكل الفريق هذا...
محمد ولد سيدي كاتب صحفي